فنان سعودي ناشئ يشق طريقه بثقة في مشهد الموسيقى المعاصر، ممزجًا بين الأصالة المحلية والإيقاعات الحديثة.
البداية من الغرف الصغيرة
بدأ دي جي مبارك رحلته الفنية من أبسط الأماكن — غرفته، وهاتفه، وميكروفون بسيط، لم تكن البداية مع أغانٍ أصلية، بل مع إعادات تغطية لأغنيات مشهورة قدّمها بأسلوبه الخاص، فلفت الانتباه إلى خامة صوته وطريقته في الإحساس بالكلمات.
كانت تلك المحاولات الأولى بابًا للتجربة والتعلّم، قبل أن يقرر الانتقال إلى مرحلة جديدة: كتابة موسيقاه الخاصة وصنع عالمه الصوتي المختلف.
من التقليد إلى التفرّد
يقول دي جي مبارك في لقاء سابق إن “أغاني التغطية كانت وسيلتي لاكتشاف نفسي”، فكل أغنية كان يضع فيها بصمته الصغيرة حتى أصبحت له هوية موسيقية واضحة.
ومع مرور الوقت، صار يبتكر أعمالًا تعبّر عنه تمامًا، مستمدًا إلهامه من الموسيقى السعودية التقليدية وممزوجًا إياها بعناصر حديثة من موسيقى الـR&B والهيب هوب.
مزيج بين الإحساس والهوية
في كل أغنية يصدرها، يسعى دي جي مبارك إلى التعبير عن المشاعر الصادقة بأسلوب بسيط وقريب من الناس، قول عن ذلك: “أحب أن يشعر المستمع أن الأغنية تحكي قصته هو، لا قصتي فقط.”
تعكس أعماله روح الشباب السعودي المعاصر: الجرأة، الطموح، والانفتاح على العالم مع الحفاظ على جذور الثقافة المحلية.
تأثير البيئة والثقافة
نشأ دي جي مبارك في بيئة غنية بالتقاليد الموسيقية والقصائد، ما ترك أثرًا واضحًا في ذوقه الفني، فهو لا يلتزم بنمط واحد، بل يستلهم من الإيقاعات الشعبية القديمة ومن الموسيقى العالمية الحديثة، ليصنع مزيجًا فريدًا يشبه جيله الجديد، هذا التنوّع في التأثيرات جعل موسيقاه تعبر الحدود وتصل إلى مستمعين من خلفيات مختلفة.
رسالة فنية واضحة
بالنسبة له، ليست الموسيقى مجرد تسلية، بل طريقة للتعبير عن الذات ونقل المشاعر والقصص، يرى دي جي مبارك أن الفنان الحقيقي هو الذي “يعرف كيف يترجم تجربته الشخصية إلى لحن يصل للجميع”، ولذلك يكتب أغانيه بنفسه ويشارك في كل مراحل إنتاجها — من الفكرة إلى التوزيع.
مستقبل واعد
يواصل دي جي مبارك اليوم طريقه بخطوات ثابتة، دون استعجال الشهرة، يعتمد على العمل المستمر والتجريب، مؤمنًا بأن نجاح الفنان لا يُقاس فقط بعدد المشاهدات، بل بمدى صدق فنه وتأثيره في الناس.
ومع كل إصدار جديد، يثبت أن هناك مساحة كبيرة في الساحة السعودية والعربية لأصوات شابة تجرؤ على الابتكار دون أن تفقد أصالتها.