ليه نحب داليا مبارك؟
داليا مبارك ليست مجرد صوت جميل، ولا نجاح بعد تعب. نحبها لأنها صادقة، لأنها قريبة من القلب.
داليا مبارك تشبهنا… تمشي وتطيح، تغيب وتعود، وتغني من قلبها كأنها تحكي عنّا كلنا.
في بيت بسيط في السعودية، بنت صغيرة كانت تغني بصوت خجول وسط ضحكات العائلة، والدها كان أول جمهور لها، وأول واحد شاف في صوتها شئ مختلف.
تغني في المدرسة؟ أكيد تصفق لها زميلاتها؟ دايمًا.
بس ما كانت تتخيل إن هذا التصفيق الصغير بيكبر يوم يصير جمهور يملأ المسارح.
مرت السنوات، شاركت في أوبريت، كانت بتحقق حلمها الكبير وتشارك في Arabs Got Talent.
بس قبل الرحلة، راح والدها.
سكت كل شئ بعدها — الغناء، الحلم، وحتى الضحكة.
سنين مرت، وداليا بعيدة عن الأضواء.
لكن الفن، مثل الشوق، ما يعرف النسيان.
رجعت — أقوى، أنضج، وجاهزة، درست موسيقى في دبي، وتعلمت كيف توازن بين الإحساس والعلم، بين القلب والعقل.
في 2014، نزلت أغنيتها اللي “قلبت الطاولة”.
ليست على الساحة الغنائية فقط بل حتى على نفسها.
كانت بداية جديدة لاسم لم يتوقف من بعدها.
9 ملايين مشاهدة، وصوت ما يشبه أحد.
ومن هناك، كل سنة كان فيها فصل جديد من قصة داليا:
«في نظرة عيونك»، «تاج الفخر»، «قدر قدر»، «فارق عن الناس»…
كل أغنية كأنها صورة جديدة لنفسها، ناضجة أكثر، حقيقية أكثر.
وقّعت مع روتانا، أطلقت ألبومها الأول «من الآخر»، وأثبتت إنها تعرف تختار — لا تلاحق التريند، بل تصنعه.
واليوم؟
داليا مبارك صارت “الكوتش” في The Voice Kids،
تسمع أصوات صغيرة تشبه صوتها القديم، وتقول في نفسها: “كنت هناك”.
هي مو بس تحكم، هي تشاركهم الحلم اللي كانت تمشي وراه لحالها.
يمكن هذا هو السبب الحقيقي ليه نحبها:
داليا ما غنّت عن الوجع، هي تجاوزته.
ما بنت مجدها من شهرة، بل من وجع تحوّل لقوة.
وكل مرة تطلع على المسرح، تحكي قصة الفقد، لكن بنغمة مجد.
هي ليست مطربة خليجية ناجحة،
هي صوت لجيل كامل يحب الحياة رغم الخسارة،
ويغني حتى لو الدنيا سكتت.