من جدة إلى كل العالم، رحلة فنان صنع تاريخه مع العود وصوته المليء بالشجن، ليصبح أحد أبرز رموز الموسيقى السعودية والعربية عبر عقود طويلة.
النشأة والبدايات
وُلد عبّادي الجوهر في مدينة جدة عام 1953، وعاش طفولة صعبة فقد فيها والديه صغيرًا، ليترعرع يتيماً يتكئ على موهبته وإحساسه المبكر بالموسيقى. منذ سن الثانية عشرة بدأ يعزف على العود ساعات طويلة يوميًا حتى صار العزف جزءًا من شخصيته اليومية. ورغم أن حلمه في البداية كان الالتحاق بالجيش، إلا أن لقاءه بالملحن لطفي زيني ثم بالفنان الكبير طلال مداح غيّر مسار حياته تمامًا.
طلال مداح، الذي لُقّب بـ “صوت الأرض”، كان أول من آمن بموهبة عبّادي واحتضنه داخل شركته “رياض فون”، فبدأ الأخير يلحّن ويسجّل أغانيه منذ أواخر الستينيات.
الانطلاقة الفنية
الانطلاقة الحقيقية جاءت عام 1976 في حفل دورة الخليج الرابعة بقطر، حيث قدّم مجموعة من أغانيه على مسرح تابع للبث المشترك بين دول الخليج، ليُعرف بعدها على نطاق أوسع. وفي 1978 قدّم واحدًا من أجمل ألحانه لطلال مداح “طويلة يا دروب العاشقين”، وهو العمل الذي رسّخ اسمه كملحن ومطرب في آن واحد.
ألقاب ومسيرة غنية
لقّبه طلال مداح بـ “أخطبوط العود” نظرًا لبراعته الفائقة في العزف، فيما أحب هو لقب “أبو سارة” الأقرب إلى قلبه. أما الأمير عبدالرحمن بن مساعد فقد منحه لقب “سفير الحزن” لقدرته الفريدة على ترجمة الشجن إلى ألحان وصوت.
على مدار مسيرته قدّم عبّادي الجوهر عشرات الألبومات من بينها: جلسة طرب (1993 – 2010)، الجرح أرحم (2007)، زمان أول (2014)، وخلاص ارجع (2017). كما كتب ولحّن أعمالًا لنجوم كبار مثل سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، رابح صقر، وأصالة نصري.
إنجازات وجوائز
حصل عبّادي على عدة جوائز بارزة منها:
العود الذهبي من شركة روتانا (2005).
درع الإبداع – رمز الأغنية السعودية من جمعية الثقافة والفنون (2018).
الدكتوراه الفخرية من كلية الفنون بمصر.
وسام رفيع من السلطان قابوس خلال مهرجان العود (2005).
حياته الشخصية
تزوج عبّادي من نورة سعد الحريقي في الثمانينيات، وأنجب منها ابنتين هما سارة ومي، لكن زوجته رحلت بعد صراع مع السرطان في رمضان 2006، وهو الحدث الذي ترك أثرًا كبيرًا في حياته، ودفعه لتقديم أغنية حزينة بعنوان الجرح أرحم إهداءً لذكراها.
عبّادي الجوهر اليوم
ما يزال عبّادي الجوهر حاضرًا على الساحة الفنية حتى اليوم، يحمل عوده العتيق الذي يعتبره “الصديق الأقرب” له، ويستمر في تقديم ألحان تمزج بين المقامات الشرقية وروح الموسيقى العالمية. جمهورُه يراه أحد أعمدة الأغنية الخليجية وصوتًا صادقًا يعبر عن وجدان المستمع العربي.



