عبد العزيز الشهري هو أحد أبرز الأصوات والوجوه السعودية التي أثرت المشهد الفني خلال العقد الأخير. وُلِد في النماص عام 1991، ليشق طريقه لاحقًا نحو عالم التمثيل وصناعة المحتوى، مستندًا إلى حضور طبيعي، وخفة ظل نادرة، وقدرة فطرية على تشكيل شخصيات لا تُنسى، ينتمي الشهري إلى الجيل الذي أعاد تعريف الكوميديا السعودية، وانتقل بها من المقاطع القصيرة والمنصات الرقمية إلى السينما والمسلسلات التلفزيونية الاحترافية.
انطلاقة من الجيل الذهبي لليوتيوب السعودي
بدأ الشهري مسيرته من خلال تلفاز 11، المنصة التي شكّلت نقطة تحوّل في المحتوى السعودي واحتضنت مجموعة من المبدعين الذين أصبحوا اليوم في طليعة الصناعة، بين أروقة الاستوديوهات الصغيرة واللقطات السريعة وروح التجربة، برز عبد العزيز بقدرته على كتابة تفاصيل الشخصية، وصنع كوميديا ناعمة وقريبة من الناس، وأداء يعتمد على تعابير الوجه والأسلوب العفوي.
شارك في أعمال أصبحت جزءًا من ذاكرة الإنترنت في السعودية، مثل:
“خمبلة” الذي لعب فيه أدوارًا أثبتت قدرته على التنويع.
“الخلاط” الذي أسهم في نجاحه وانتقل لاحقًا إلى السينما.
“فُليم” الذي قدّم فيه أداءً يجمع بين الفكاهة والملاحظة الذكية للواقع.
هذه المرحلة لم تكن مجرد بداية، بل كانت مختبرًا حقيقيًا لصقل موهبته وانتقاله لمرحلة أكثر نضجًا.
صوت لا يُخطئه الجمهور… بصمة في “مسامير”
قد يكون أهم ما يميز عبد العزيز الشهري هو عمله في الأداء الصوتي، حيث أصبح أحد الأصوات الرئيسية لمسلسل “مسامير” الذي يعد أحد أشهر المشاريع السعودية في مجال الأنيميشن.
أسلوبه في تجسيد الشخصيات هو مزيج من:
حس كوميدي حاضر دائمًا
أداء صوتي مرن
سرعة في تغيير الانفعالات
ذكاء في فهم طبيعة الشخصية وطريقة تفكيرها
لهذا ارتبط الجمهور بصوته قبل وجهه، وأصبح جزءًا أساسيًا من هوية “مسامير” ونجاحه وانتقاله لاحقًا إلى منصات عالمية مثل نتفليكس.
من الرقمية إلى السينما… انتقال ناضج وواثق
مع صعود السينما السعودية خلال السنوات الأخيرة، كان عبد العزيز حاضراً بقوة، مشاركته لم تكن مجرد تكملة للمسيرة، بل كانت تطورًا طبيعيًا لفنان يعرف كيف يحول خبرته الرقمية إلى أداء سينمائي محكم.
من أبرز أعماله:
فيلم “مسامير” (2020)
“سطار” (2022)، أحد أنجح الأفلام السعودية تجاريًا
“الخلاط+” (2023)، الذي حقق حضورًا لافتًا على نتفليكس
“راس براس” (2023)، الذي أكد قوته في الأدوار الكوميدية ذات الإيقاع السريع
في كل عمل، يجذب الشهري الانتباه بطريقته الخاصة: كوميديا بلا مبالغة، حضور تلقائي، وقدرة على جعل المشاهد يشعر أنه يعرف هذه الشخصية في حياته اليومية.
حضور تلفزيوني ودرامي متوسع
لم يقتصر نشاطه على السينما والمنصات الرقمية، بل أثبت نفسه كذلك في الأعمال التلفزيونية، ومنها:
“هايبرلوب” (2019)
“سكر سادة” (2022)
“فرسان قريح” (2024)
ما يميز مشاركاته هو التنوع—فهو لا يكرر نفسه، ولا يعتمد على شخصية واحدة، بل يقدم دائمًا قالبًا مختلفًا للضحك أو الموقف أو الحوار.
لماذا يبرز عبد العزيز الشهري بين جيله؟
لأن لديه مزيجًا لا يتكرر بسهولة، موهبة طبيعية ومتجددة، وقدرة على خلق شخصية من تفاصيل بسيطة
وحضور، كما أنهاحتراممحبوب وقريب من الجمهور
احترام للمهنة يحسّه المتلقي قبل المتابعين
مرونة بين الإعلام الرقمي والسينما والتلفزيون
وأهمها: شغف واضح بالفن ينعكس في كل مشهد وصوت ولحظة يظهر فيها
عبد العزيز الشهري اليوم هو أحد الأعمدة الأساسية لجيل يعيد تشكيل الفن السعودي، ويشارك في صناعة مرحلة تُكتب الآن في تاريخ الدراما والسينما المحلية.