من فيديوهات يوتيوب إلى أغانٍ تلامس قلوب جيل كامل
يزيد فهد: صوت جيل يبحث عن ذاته
في زمن تمتلئ فيه الساحة الفنية بأصوات تظهر سريعًا وتختفي أسرع، يبرز اسم يزيد فهد بوصفه حالة مختلفة؛ ليس لأنه يغني فحسب، ولا لأنه يمتلك حضورًا لافتًا، بل لأنه يقدّم فنًا صادقًا قادرًا على لمس المستمع وإشعاره بأنه يسمع قصة تشبه قصته تمامًا، حياته، وتفاصيل اللحظة التي يعيشها.
البداية من غرفة صغيرة
بدأت قصة يزيد ببساطة شديدة؛ شاب يجلس في غرفة صغيرة، يحمل غيتارًا تعلّم عزفه عبر مقاطع منشورة على منصة يوتيوب، يجرّب ويخطئ ويعيد المحاولة بلا توقف، حتى خرج صوته لأول مرة من تلك الغرفة المتواضعة، قبل أن يقف بعد فترة قصيرة على المسرح ويغني أمام جمهور حقيقي، لتكبر الحكاية من هناك وتتخذ مسارًا مختلفًا تمامًا.
هوية موسيقية لا تشبه أحدًا
لم يركض يزيد خلف الترندات، ولم يحاول تقليد أحد أو السير في الطرق المضمونة، إذ اختار أن يصنع هويته الخاصة التي تمزج بين الروح العربية واللمسة الغربية بصدق وبساطة، فينتج موسيقى تعكس تجربة كل من يعيش بين ثقافتين. وجد جيل كامل نفسه في هذا المزج؛ جيل يتحدث لغتين، يعيش بين عالمين، ويبحث عن معنى الانتماء داخل كل أغنية يسمعها.
موسيقى تحكي رحلة الإنسان
لا تبدو أغاني يزيد مجرد موسيقى تُستمع، بل مراحل نمر بها جميعًا؛ عن التحول، وعن النضج، وعن تلك اللحظة التي يقرر فيها الإنسان أن يكون نفسه بعيدًا عن الأدوار التي يفرضها عليه المجتمع، كأن كل أغنية تكتب مذكرات مرحلة داخل حياة سامعها.
فنان مستقل يصنع كل شيء بنفسه
ما يميز يزيد أكثر هو استقلاليته الكاملة في عملية صناعة موسيقاه، فهو يكتب ويلحن ويعزف وينتج بنفسه، رغبةً منه في أن يكون حاضرًا في كل تفصيلة من تفاصيل العمل. هذه المشاركة الكاملة تمنح أغانيه صدقًا مضاعفًا، فيشعر المستمع بأن ما يسمعه خرج من القلب مباشرة بلا تكلف أو تزويق.
تركيز هادئ نحو المستقبل
لا يشغل يزيد نفسه بعدد المشاهدات ولا بالسباق إلى الترند، بل يعيش مرحلة تركيز وصمت يعمل خلالها على ألبومات جديدة يراها انعكاسًا لتجاربه الشخصية، من نجاحات صغيرة وصولًا إلى لحظات ضعف وأخطاء شكّلت جزءًا مهمًا من رحلته الإنسانية والفنية.
يزيد فهد… صوت جيل لا يخاف أن يبدأ من جديد
رحلة يزيد ما زالت في بدايتها، لكن الواضح أنه مختلف، فقد أصبح صوتًا يعبر عن جيل كامل؛ جيل لا يخشى السقوط، ويملك الشجاعة كي ينهض من جديد، مؤمنًا بأن ما يجعل الفن يبقى عبر الزمن هو كلمة واحدة: الصدق.