من جدة إلى منصات العالم، قصي خضر كسر الحواجز ليُثبت أن الراب يمكن أن يكون صوتًا للهوية السعودية المعاصرة.
البداية: من “دي جي” إلى نجم الراب
وُلد قصي فؤاد يوسف خضر في 21 مايو 1978 بمدينة جدة، واكتشف موهبته منذ الطفولة حين بدأ يجرب كتابة الإيقاعات والكلمات بأسلوب الهيب هوب.
في سن السادسة عشرة، أسس مع أصدقائه أول فرقة راب سعودية حملت اسم “Jeddah Legends”، وبدأت معها ملامح مشهد موسيقي جديد داخل المملكة.
الدراسة في أمريكا وبداية التحول
عام 1996، انتقل قصي إلى الولايات المتحدة لدراسة إدارة نظم المعلومات والموارد البشرية في جامعة فلوريدا الوسطى.
لكن التأثير الأكبر لم يكن أكاديميًا، بل موسيقيًا، حيث احتك بثقافة الراب الأمريكية عن قرب، وبدأ بتسجيل أغانيه وتطوير أسلوبه الخاص الذي يمزج العربية بالإنجليزية.
من جدة إلى لوس أنجلِس: ألبومات صنعت الاسم
بعد عودته إلى السعودية في مطلع الألفية، أصدر أول ألبوم له عام 2008 بعنوان “Don Legend the Kamelion” من إنتاج بلاتينيوم ريكوردز.
الألبوم تضمن أغاني لاقت انتشارًا عربيًا واسعًا مثل “From Jeddah to L.A” و”That’s Life”،
تلاه ألبوم “Experimental Edutainment” عام 2010 الذي ضم أغنية “Any Given Day” بمشاركة عبد الفتاح جريني ومنى أمرشا، وأثبت قدرته على الدمج بين الثقافتين الخليجية والغربية.
الوجه التلفزيوني للراب
لم يقتصر حضور قصي على الموسيقى، بل أصبح أحد أبرز وجوه التلفزيون العربي من خلال تقديمه برنامج المواهب الشهير “Arabs Got Talent” على قناة MBC منذ 2011.
بأسلوبه المتوازن بين العفوية والاحتراف، ساهم في تغيير الصورة النمطية عن الرابر السعودي وأصبح رمزًا للجيل الجديد من المبدعين في الخليج.
رؤيته للفن والرسالة
يرى قصي أن الراب ليس مجرد موسيقى، بل أداة للتعليم والتأثير الاجتماعي، ويقول في أحد تصريحاته:
“أنا لست سياسياً، لكنني أرسل رسائل مموّهة للناس الأذكياء الذين يقرأون ما بين السطور.”
بالنسبة له، الأغنية ليست استعراضًا لغويًا، بل مساحة للتعبير عن الواقع السعودي.
إنجازات وبصمة مستمرة
شارك قصي أيضًا في الفيلم السعودي ثلاثي الأبعاد “بلال”، مؤديًا صوت الشخصية الرئيسية، في تجربة جمعت الفن بالتاريخ والرسالة الإنسانية.
كما أصدر ألبوم “سعودي” عام 2017، ليؤكد ارتباطه العميق بهويته الوطنية، تضمن أغاني مثل “سعودي” و”أنا بلال” و”الاتحاد”.
إرث فني يتجدد
بعد أكثر من عقدين من النشاط الفني، يظل قصي خضر أيقونة الهيب هوب العربي، ورائدًا مهّد الطريق لأجيال جديدة من فناني الراب في السعودية والخليج، مثبتًا أن الإبداع لا يعرف حدود اللغة أو الثقافة.