عبد الله السدحان… رائد الكوميديا السعودية وشريك النجاح في طاش ما طاش

يُعد الفنان السعودي عبد الله السدحان أحد أهم الأسماء التي صنعت شكل الكوميديا السعودية الحديثة، وركنًا أساسيًا في النهضة التلفزيونية التي شهدتها الدراما الخليجية منذ التسعينات، وعلى الرغم من ارتباط اسمه طويلًا بثنائية “طاش ما طاش”، فإن له حضورًا مستقلًا أثّر في الفن المحلي لسنوات.

البدايات والنشأة الفنية

ولد عبد الله السدحان عام 1958 في الرياض، وبرزت موهبته الفنية في الثمانينات خلال مشاركته في المسرح الجامعي. كانت بداياته مع ناصر القصبي في مسرحية “التائه”، ثم توالت أعمالهما المشتركة على المسرح في تجارب مهمة مثل “تحت الكراسي” و”الذيب في القليب”، حيث ظهرت ملامح أول ثنائي كوميدي سعودي متماسك.

الثنائي الذهبي مع ناصر القصبي

استطاع السدحان والقصبي أن يشكلا أحد أنجح الثنائيات في تاريخ الدراما الخليجية. وجاءت نقطة التحول الكبرى بإطلاق مسلسل “طاش ما طاش” عام 1993، الذي استمر لـ 18 موسمًا متتاليًا.

تميّز السدحان بأداء الشخصيات الشعبية والريفية، وبكوميديا الموقف التي أسهمت في تشكيل الهوية الساخرة للمسلسل، كما كان خلف الكواليس عنصرًا مهمًا في الإنتاج، إذ لعب دورًا محوريًا في استمرارية العمل عبر شركته المنتجة.

ما بعد طاش… مسيرة مستقلة تبحث عن هوية جديدة

بعد انتهاء الشراكة بينه وبين القصبي عام 2012، اتجه السدحان إلى أعمال حاول من خلالها المحافظة على روح الكوميديا التقليدية.
قدّم مسلسلات مثل “سناب شاف” و”بشر”، وشارك في أعمال مختلفة أبرزها المسلسل الدرامي “عندما يكتمل القمر”، الذي قدم فيه أداءً بعيدًا عن الكوميديا المعتادة، مما لفت الأنظار إلى قدرته على التنوّع.

ورغم أن تجربته بعد “طاش” لم تحظَ بذات الانتشار العربي الذي حققه القصبي، فإنه ظلّ حاضرًا بقوة لدى الجمهور المحلي بفضل أسلوبه البسيط وشخصياته القريبة من الحياة اليومية.

أثره في تأسيس الكوميديا السعودية

يعتبر السدحان أحد المؤسسين الحقيقيين للكوميديا السعودية المعاصرة، إذ ساهم إلى جانب القصبي في نقلها من إطار المسرح المحلي إلى الدراما التلفزيونية المؤثرة، وقد نجح في تقديم شخصيات شعبية أصبحت جزءًا من ذاكرة المشاهد، وأسهم في رسم ملامح جيل كامل من الممثلين والكتّاب والمخرجين.

إرث فني مستمر

على امتداد أربعة عقود، حافظ عبد الله السدحان على علاقة ثابتة مع الجمهور، مستندًا إلى صدقه الفني وأدواره التي تجمع بين البساطة والواقعية، ورغم اختلاف توجهاته بعد الانفصال عن القصبي، فإنه يبقى من أبرز رموز الكوميديا السعودية، وأحد أعمدة الدراما التي لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن تاريخ الفن الخليجي.