رحلة فنانة وجدت قوتها في السقوط، وكتبت اسمها على خريطة الموسيقى العربية والعالمية
شرارة البداية: درس قاسٍ ونصيحة من مانديلا
لم تكن تام تام تتوقع أن لحظة إحباط على مسرح مدرستها الثانوية ستغيّر حياتها. ففي سنتها الأخيرة بمدينة أوجاي بولاية كاليفورنيا، تقدّمت لدور البطولة في مسرحية “Thoroughly Modern Millie”، لكنها فوجئت بصراحة معلمتها، التي أخبرتها أن زميلتها حصلت على الدور لأنها تمتلك صوتاً أفضل.
خرجت تام تام محبطة، لكنها وجدت عزاءها بشكل غريب تحت غطاء زجاجة “سنابل” يحمل اقتباساً لمانديلا:
“أعظم مجد في الحياة لا يكمن في عدم السقوط، بل في النهوض كلما سقطنا.”
تقول: “من هنا عرفت إني مهما كان دوري، راح أبدع… وراح أعمل موسيقى، ما يهمني شيء.”
هوية بين السعودية ولوس أنجلوس
نشأت تام تام في السعودية كأصغر خمس شقيقات، وكانت مولعة مبكراً بالثقافة الأمريكية وأيقونات البوب مثل مايكل جاكسون وآيروسميث.
لكن بعد انتقالها إلى لوس أنجلوس في سن الخامسة عشرة، بدأت تعود أكثر إلى الموسيقى العربية الكلاسيكية، خصوصاً صوت فيروز وأسمهان، حيث تقول إن كلمات “بكتب اسمك” ما زالت تهزّ مشاعرها حتى اليوم.
من نانسي عجرم إلى المسرح المدرسي: ملامح فنانة تتشكل
ترى تام تام أن نانسي عجرم كانت نموذجاً أيقونياً للبوب العربي عندما قدّمت أغنية “آه ونص”، وهي بالنسبة لها لحظة فنية مختلفة في المنطقة.
وفي مدرستها في كاليفورنيا، وجدت مساحة لقبول هويتها وبناء ثقتها عبر المسرحيات الموسيقية مثل “Guys and Dolls”، بالإضافة إلى شغفها بركوب الخيل الذي ظهر لاحقاً في فيديو كليب أغنيتها “ISMAK”.
نجاح عالمي سريع: من حملة كوكاكولا إلى EP “إسمك”
شهدت تام تام عاماً حافلاً، حيث شاركت في حملة Coca-Cola “Believing is Magic” الخاصة بكأس العالم FIFA 2022، وقدّمت نسخة جديدة من أغنية A Kind of Magic إلى جانب فلوكة ودانا باولا.
كما أطلقت EP بعنوان “ISMAK”، الذي يعكس قدرة فريدة على مزج الثقافات، جامعاً تأثيرات الـR&B والبوب مع الشعر العربي بروح حديثة.
أسلوب كتابة مزدوج… واحترام خاص للعربية
توضح تام تام أنها تكتب أغانيها الإنجليزية غالباً عبر البيانو، باعتباره مساحة منفتحة يمكن أن تتحول لأي نمط.
أما العربية، فهي بالنسبة لها لغة تحتاج إلى شاعر يمنحها حقها، وتؤكد:
“أعتقد أن العربية تستحق أغنية كاملة… حتى اللي ما يفهمها يقدر يحس بجمالها.”
“إسمك”: لهجتان وقصة واحدة
في أغنيتها “إسمك”، تدمج تام تام بين اللهجتين السعودية والسورية، تقديراً لجذورها وامتداداً لهويتها الموسيقية المتفرّدة.
قدوة لجيل جديد من الفتيات
تسعد تام تام كثيراً حين يخبرها الأهالي بأن بناتهم يجدن فيها نموذجاً محترماً وقريباً منهن. تقول:
“هذا شيء يسعدني جداً… أحس بمسؤولية وبنفس الوقت فخر.”
رحلة صعود لا سقف لها
مع دعم فريقها وتشجيعهم لها للتجريب والتوسع، تبدو تام تام اليوم في مقدمة جيل جديد من الفنانين السعوديين الذين يعيدون صياغة المشهد الموسيقي.
لم يعد بإمكان معلمة مسرح أو أي تحدٍ أن يوقفها الآن… فالسقوط كان مجرد بداية للنهوض.