يمزج بين الخط العربي والفنون الشعبية في الفضاء العام، ويعيد إحياء فنون الشاحنات كجزء من الهوية البصرية السعودية المعاصرة.
يُعد أشرف عبد الله، الفنان المقيم في المملكة العربية السعودية والمولود عام 1997، واحدًا من أبرز الأصوات الجديدة في فن الجرافيتي المعاصر، ينطلق في أعماله من الفضاء العام، معتبرًا الجدار والشوارع مساحات حرة للتعبير، حيث يدمج الخط العربي بالفنون الشعبية التي طالما وُصفت بأنها “غير مرئية” في المشهد الفني الرسمي.
من هو أشرف عبد الله؟
أشرف فنان جرافيتي من أصول أفغانية نشأ في المملكة، وبدأ شغفه بالفن من خلال تأمل الكتابات اليومية في الشوارع، خصوصًا النقوش والعبارات التي تظهر على المحلات والمركبات، كان يرى في هذه الكتابات لغة إنسانية صادقة، تحمل تجارب الناس وتوتراتهم ومشاعرهم دون تصنّع.
الخط العربي بوابة التعبير
يرتكز أسلوبه على الخط العربي بوصفه حركة وليس قالبًا ثابتًا. فهو لا يعيد إنتاج الخط الكلاسيكي، بل يعيد صياغته داخل سياق الشارع، متناغمًا مع ملمس الجدار، وضوء المكان، ووعي المتلقي العابر، بذلك يتحول الحرف إلى جسد حي جزء من حياة المدينة.
مشروع “رسائل من الطريق”
في عام 2025 تم اختيار أشرف عبد الله لتنفيذ تكليف واجهة “حي جميل” في جدة، عبر مشروعه “رسائل من الطريق”.
يستكشف العمل الفنون المنقوشة على الشاحنات، التي يرى فيها الفنان ذاكرة يومية متحركة تجمع بين الدعاء، والحكمة، والسفر، والجهد.
هذه الرسائل ليست مجرد زخارف — بل تعبيرات عن الأمل والمثابرة، تُكتب على مركبات تقطع آلاف الكيلومترات.
من خلال المشروع، تعاون أشرف مع حرفيي فنون الشاحنات المنتشرين في مناطق مختلفة داخل المملكة، لتوثيق هذا التراث البصري وإعادة تقديمه في سياق فني معاصر.
أهمية المشروع في المشهد الفني
هذا العمل يمثل أول تكليف مؤسسي كبير للفنان، ويشكل اعترافًا بدور الفنون الشعبية في تشكيل الذاكرة الثقافية، وفي إعادة تعريف الفن العام بوصفه فنًا قريبًا من الناس.
كما أنه يساهم في توثيق ممارسات حرفية كانت مهددة بالاندثار، ويعيدها إلى الواجهة بوصفها جزءًا من هوية بصرية سعودية متجددة.
لا يقدّم أشرف عبد الله الجرافيتي كفن احتجاج أو تزيين، بل كبحث بصري في الذاكرة اليومية.
هو فنان يعيد للشارع لغته، وللفن شعوره الأول: أن يكون حيًا، متحركًا، ينبض بالقصص الإنسانية.