فنان جرافيتي سعودي يحوّل الجدران المهملة إلى أعمال بصرية تعبر عن الهوية وتستحضر الذاكرة.
ولد الفنان علي الزوري عام 1991 في المملكة العربية السعودية، ونشأ في بيئة جعلته قريباً من الفنون البصرية منذ سنواته الأولى. بدأ شغفه بالخط العربي في مرحلة الطفولة، قبل أن يكتشف عالم الجرافيتي لاحقاً ويجد فيه مساحة مفتوحة للتعبير وحواراً مباشراً مع الناس في الشارع. ومع الوقت، تطور هذا الشغف إلى ممارسة فنية متكاملة تمزج بين خبراته في الرسم الواقعي وفن الجداريات، ليصبح اليوم واحداً من أبرز الأسماء المحلية في مشهد فن الشارع السعودي.
البدايات وتطور الأسلوب
جاءت انطلاقة علي الزوري من اهتمام مبكر بالحرف وبجماليات الخط العربي، حيث شكّل هذا الأساس أول نقطة اتصال له بالفن المرئي. ومع ظهور موجة الجرافيتي الحديثة في المنطقة، وجد أن هذا الفن قادر على خلق علاقة مباشرة بين الفنان والمكان. لاحقاً، بدأ تدريب نفسه على الرسم الواقعي وتطوير مهاراته اليدوية، مما أتاح له تقديم أعمال أكثر دقة وعمقاً على الجدران.
الفن كوسيلة لإحياء المكان
يركز الزوري في أعماله على الجداريات المهملة والجدران التي فقدت قيمتها البصرية. يرى أن كل جدار يحمل ذاكرة مكان، وأن تحويله إلى عمل فني يعيد إليه الحياة. بالنسبة له، الجرافيتي ليس مجرد تزيين أو لون، بل إعادة تشكيل علاقة الإنسان بالمدينة، وبالفضاء الذي يتحرك فيه يومياً. من خلال أعماله، تسكن الجدران روح جديدة تعكس طابع البيئة المحلية وقيمها.
الهوية كعنصر بصري
تعتمد أعمال علي الزوري على استحضار الهوية الثقافية للمكان الذي يرسم فيه، سواء عبر ملامح الوجه، أو الرموز الشعبية، أو الأسلوب اللوني الذي يتناسب مع المنطقة. يختار موضوعاته بعناية حتى يتوافق العمل مع ذاكرة المجتمع وتاريخه البصري. هذا الوعي يجعل أعماله جزءاً من النسيج العام لا مجرد لوحة منفصلة عنه.
رؤية فنية تستمر في التطور
لا يتعامل الزوري مع الجرافيتي كحالة ثابتة، بل كمجال مستمر في التطور. فمع كل تجربة جديدة، تتوسع مفاهيمه وتزداد أدواته الفنية نضجاً. وهو جزء من جيل سعودي شاب يسهم في تشكيل لغة بصرية حديثة، تعبر عن روح المجتمع وتغيراته، وتدمج بين الأصالة والحداثة دون انفصال.
بهذا، يشكل علي الزوري نموذجاً لفنان يستخدم الفضاء العام منصة لطرح الأسئلة، وصناعة الجمال، وتوثيق الهوية البصرية للمكان في لحظته الراهنة.