بداية القصة
كل أغنية عظيمة وراها حكاية، والقصة هنا ترجع لمنتصف الثمانينات، شاب سعودي كان يدرس في أمريكا، بعيد عن بلده وأهله وحبيبته السابقة، رجع يزور عائلته في جنيف عام 1985، وهناك حدث اللقاء اللي ما كان متوقعه: لمحها صدفة مع أختها، لحظة قصيرة، لكن كافية تفتح أبواب الماضي كلها.
الرسالة والموعد
في الفندق، استلم رسالة منها تقول إنها راح تكلمه الساعة 2 صباحًا، اتصلت فعلًا، وبدأ الكلام: حكت له إنها شبه منفصلة عن زوجها، وإنها للحين تتذكره، كان بين الخوف والرغبة في إحياء شيء قديم، هي قالت له جملة علقت في ذهنه:
«عطني من أيامك نهار… وباقي العمر للي تبي».
بعد تفكير طويل، وافق يشوفها. لكن لما جاء وقت اللقاء، تغلّب عليه الخوف. قرر ما يروح، وخسر الفرصة.
يا قلبك الخوّاف
بعد أيام، جلس مع صديقه الأمير بدر بن عبدالمحسن، حكاله القصة، بكل تفاصيلها وتردده وخوفه، البدر رد عليه بجملة قصيرة صارت عنوانًا لكل الحكاية: «يا قلبك الخوّاف»، بعدها كتب قصيدة مستوحاة من التجربة كلها، قصيدة تبدأ بـ:
«لا تسرق الوقت من غيري، أنا ما بي زمن غيري…».
محمد عبده أخذ النص، لحنه بنفسه، وغناه بصوته. النتيجة: واحدة من أجمل أغانيه وأكثرها صدقًا.
لماذا تهم جيل اليوم؟
قد يتساءل البعض: “ما علاقتنا بقصة حدثت قبل أربعين سنة؟”
الجواب أن موضوع «يا قلبك الخوّاف» ليس مجرد حكاية حب قديم، بل هو عن الخوف من اتخاذ القرار. ذلك التردد الذي يضعك بين الماضي والمستقبل.
هذا الإحساس ما زال نفسه اليوم: قد يظهر حين تترك رسالة على تطبيق دون رد، أو حين تتجنب مواجهة شعور تعرف أنه قد يغيّر حياتك، الأغنية بقيت حيّة لأنها ببساطة تحكي قصة كل واحد منا عندما يخاف أن يواجه قلبه.