حكاية حب صامتة في شوارع جدة القديمة تحولت إلى كلمات شاعرية على لسان إبراهيم خفاجي وغناها فنان العرب محمد عبده
في جدة القديمة، ستينيات القرن الماضي، كانت الشوارع تنبض بالحياة: الأسواق الشعبية، أصوات الباعة، ورائحة البحر التي تملأ الأجواء، ومن بين تلك الزحمة، وُلدت قصة حب صامتة ألهمت شاعر الحجاز الكبير إبراهيم خفاجي ليكتب واحدة من أجمل أغاني فنان العرب محمد عبده: «أشوفك كل يوم وأروح».
القصة بدأت مع شاب بسيط يعمل في ورشة لتصليح الإطارات قرب شارع الذهب، كل مساء، كان يتعمد أن يوقف سيارته القديمة أمام بيت خشبي عتيق، تحت نافذة تطل منها فتاة جميلة. بحيلة صغيرة، كان يفرغ هواء إطارات السيارة ليضطر إلى الوقوف هناك أطول وقت ممكن، لم يكن بينهما كلام ولا مواعيد، فقط تبادل نظرات خجولة تكفي لملء قلبه شوقًا ليوم كامل.
هذا الحب النقي، وصل صداه إلى إبراهيم خفاجي، رأى فيه صورة من العشق الصامت الذي يختبئ خلف العيون، فحوّله إلى كلمات خالدة، قال فيها:
“أشوفك كل يوم وأروح
وأقول نظرة ترد الروح”
وجاء صوت محمد عبده العذب ليحمل هذه الكلمات ويمنحها حياة، فتحولت الأغنية إلى رمز للحب النبيل، ذاك الحب الذي لا يحتاج إلى الكثير من الكلام، بل يكفيه النظر ليُترجم كل شيء.
حتى اليوم، ما زالت «أشوفك كل يوم وأروح» جزءًا من ذاكرة العشاق في السعودية والعالم العربي.
أغنية تحكي أن أبسط اللحظات قد تتحول إلى أعظم قصص، إذا خرجت من قلب صادق، ولامست وجدان شاعر حقيقي وصوت خالد.