حياة الفنانين التشكيليين لم تكن أبدًا عادية، فهي مليئة بالحب، الألم، الجنون، والصراعات الداخلية، لذلك انجذبت السينما إلى حكاياتهم، وقدّمت سيرهم في أفلام حصد بعضها جوائز الأوسكار، لتُظهر لنا الوجه الإنساني خلف اللوحات التي نعرفها.
فريدا – Frida (2002)
يحكي الفيلم قصة الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو، التي عاشت حياة مليئة بالمعاناة الجسدية والنفسية، وحوّلت كل ذلك إلى فن مدهش، ركّز العمل على زواجها المضطرب من الرسام دييغو ريفيرا، وعلاقاتها المعقدة، بطولة سلمى حايك التي رُشّحت للأوسكار، فيما فاز الفيلم بجائزتين: أفضل مكياج وأفضل موسيقى تصويرية.
بولوك – Pollock (2000)
يروي سيرة الرسام الأميركي جاكسون بولوك، مؤسس المدرسة التجريدية التعبيرية، كان بولوك يرسم عبر حركة جسده بالكامل، مما جعل لوحاته ثورة في عالم الفن، الفيلم أظهر صراعاته مع الإدمان وحياته العاطفية المضطربة، لعب إد هاريس دور بولوك ورُشّح للأوسكار، بينما فازت مارسيا غاي هاردن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة.
قدمي اليسرى – My Left Foot (1989)
فيلم ملهم عن حياة الفنان الأيرلندي كريستي براون، الذي وُلد مصابًا بشلل دماغي ولم يستطع تحريك جسده سوى بقدمه اليسرى، والتي استخدمها للكتابة والرسم، جسّد الدور دانيل دي لويس وفاز بالأوسكار، بينما حصدت بريندا فريكر الجائزة نفسها كأفضل ممثلة مساعدة، الفيلم قدّم صورة إنسانية عن الإصرار والإبداع رغم قسوة المرض.
رغبة في الحياة – Lust for Life (1956)
من أوائل الأفلام التي تناولت سيرة الرسام الهولندي فنسنت فان جوخ، الذي لم يحظَ بالتقدير إلا بعد وفاته، جسّد شخصيته كيرك دوغلاس ببراعة، بينما فاز أنتوني كوين بجائزة أوسكار عن دور الفنان غوغان، الفيلم أبرز مأساة فان جوخ ومعاناته النفسية، إلى جانب عبقريته الفنية.
مولان روج – Moulin Rouge (1952)
يتناول الفيلم حياة الرسام الفرنسي تولوز لوتريك، الذي عاش مع إعاقة جسدية نتيجة حادث في طفولته، لكنه وجد في رسم حياة الملاهي الليلية الباريسية وسيلة للتعبير عن ذاته، الفيلم فاز بجائزتي أوسكار (أفضل تصميم إنتاج وأفضل تصميم أزياء)، ورُشّح لعدة جوائز أخرى.
أفلام أخرى ترشحت للأوسكار
- الفتاة ذات القرط اللؤلؤي – Girl with a Pearl Earring (2003): مستوحى من لوحة الرسام الهولندي يوهانس فيرمير.
- الاحتضار والنشوة – The Agony and the Ecstasy (1965): ركّز على جانب من حياة مايكل أنجلو أثناء رسم سقف كنيسة السيستين.
- السيد تيرنر – Mr. Turner (2014): استعرض رحلة الرسام البريطاني ويليام تيرنر.
لماذا تنجذب السينما لحياة الرسامين؟
السينما تجد في حياة الرسامين مادة درامية غنية، فهم أشخاص عاشوا بين العبقرية والمعاناة، بين الألوان والظلال، وغالبًا ما تحوّلت حياتهم الشخصية إلى أعمال لا تقل درامية عن لوحاتهم، الأفلام التي تناولت سيرهم لم تكن مجرد رصد لسير ذاتية، بل نافذة على أسرار الإبداع والصراع الإنساني خلف أعظم اللوحات في التاريخ.