رحلة الصيد التي أنجبت بيتًا خالدًا
تبدأ الحكاية مع الأمير خالد الفيصل، المعروف بلقبه الشعري دايم السيف، في رحلة قنص شمال المملكة برفقة شقيقه الأمير عبدالله الفيصل.
وأثناء تجوالهم، سأل الشاعر أحد الرعاة عن الصيد، فكان يجيبه بكلمة واحدة: “لله”، أي لا يوجد شيء.
أُعجب الشاعر ببساطة التعبير، وعلقت الكلمة في ذهنه، لتصبح مطلع قصيدته الشهيرة:
أبي منه الخبر ويقول لله
لفى المرسول وما عيّن محله
الرواية الأخرى.. حبّ انتهى بخذلان
لكنّ هناك رواية أخرى أكثر عاطفية عن سبب كتابة القصيدة.
يُقال إن الأمير خالد الفيصل أحب فتاة من أسرة كريمة، ورغب في الزواج منها، لكنه قوبل بالرفض لأن الفتاة لا تريد الزواج من أمير.
ومع مرور الأيام، علم بزواجها من عمه، الذي وصفه في القصيدة بقوله:
خذاه اللي على خده علامة
سوادة غيم في شمس مطله
القصيدة خرجت من قلب مكسور لكنها جاءت بكبرياء شاعرٍ لا يبوح إلا بالجمال.
من الكلمات إلى الخلود بصوت محمد عبده
حين وصلت القصيدة إلى الفنان محمد عبده، أبدع في تلحينها وأدائها بأسلوب جعلها واحدة من أيقونات الغناء السعودي.
امتزج الشعر بالفن، فكانت النتيجة عملاً خالدًا لا يُنسى، يجمع بين صدق الإحساس وجمال اللغة.
إرث لا يُمحى
اليوم، تبقى “أبي منه الخبر” أكثر من مجرد أغنية، إنها قصيدة تحمل بصمة دايم السيف ووجدان جيلٍ بأكمله، تختصر الحب، الفقد، والكرامة في بيتٍ واحدٍ من الشعر.