ويل سميث: من “فريش برنس” إلى قمة هوليوود

من نجم الراب والتلفزيون إلى أحد أعمدة هوليوود، ويل سميث رحلة نجاح استثنائية بين الأكشن والدراما والإلهام الإنساني.
لينكدإن
فيسبوك
تويتر
تيليجرام
واتساب

شارك:

على مدار أكثر من أربعة عقود، احتل ويل سميث مكانة خاصة في قلوب الجماهير، ليصبح واحدًا من أشهر نجوم السينما في العالم، بدأ سميث مسيرته في التسعينيات كـ “ذا فريش برنس” من خلال المسلسل الكوميدي الشهير “The Fresh Prince of Bel-Air”، وبعدها انطلق ليتحول من نجم راب وتلفزيون إلى أيقونة أفلام هوليوود.

الانطلاقة نحو السينما

عام 1995، جاء فيلم “Bad Boys” ليشكل نقطة تحول مهمة في مسيرته، إذ نجح سميث إلى جانب مارتن لورانس في تقديم مزيج من الأكشن والكوميديا، مما جعله واحدًا من أبرز وجوه أفلام الحركة، ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، بل رسّخ سميث مكانته عالميًا بفيلمين ضخمين هما “Independence Day” عام 1996 و”Men in Black” عام 1997، واللذان فتحا له أبواب العالمية، حيث أصبح اسمه مرتبطًا مباشرة بـ “شباك التذاكر الذهبي”.

أدوار درامية تثبت الموهبة

رغم أنه عُرف بدايةً بأدوار الأكشن والكوميديا، فإن سميث لم يكتفِ بالسطحيات، بل أراد دائمًا إثبات نفسه كممثل درامي قادر على تقديم أدوار عميقة. في فيلم “Six Degrees of Separation” (1994) كسر التوقعات حين قدّم شخصية مركبة جعلت النقاد يرونه بعين مختلفة، ثم عاد ليخطف الأنظار بقوة في فيلم “Ali” (2001) حيث تقمص شخصية أسطورة الملاكمة محمد علي بشكل لافت، ليحصد ترشيحًا أول لجائزة الأوسكار.

قمة المشاعر الإنسانية

من أبرز أدواره التي لامست القلوب كان فيلم “The Pursuit of Happyness” (2006)، حيث جسّد شخصية الأب المكافح كريس غاردنر في واحدة من أكثر قصص الإلهام على الشاشة، الأداء الصادق والعلاقة الحقيقية مع ابنه جادن على الشاشة جعلا الفيلم من العلامات الفارقة في مسيرته، ومنحاه ترشيحات مهمة في الأوسكار والجوائز العالمية، وفي “Concussion” (2015) أظهر جانبًا آخر من قدراته بتجسيد شخصية الطبيب “بِنِت أومالو” بلكنة نيجيرية، ليُثبت من جديد أنه قادر على التنقل بين الأدوار ببراعة.

عودة قوية وجوائز مستحقة

بعد سنوات من النجاحات المتنوعة، جاء فيلم “King Richard” عام 2021 ليمنح ويل سميث التتويج الذي انتظره طويلًا، فقدّم شخصية ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس فينوس وسيرينا ويليامز، بواقعية وإنسانية جعلت النقاد والجمهور يجمعون على تميزه، هذا الدور أخيرًا منحه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وهي لحظة كانت بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من الاجتهاد والاختيارات الجريئة.

بين الأكشن والكوميديا والموسيقى

ولم يبتعد سميث عن شغفه بالكوميديا والموسيقى، إذ أثبت في “Hitch” (2005) أنه قادر على خطف الجمهور من خلال الرومانسية الخفيفة، وفي “Aladdin” (2019) أعاد شخصية الجني الشهيرة إلى الحياة بأسلوبه الخاص، مضيفًا لمسة من الغناء والمرح، كما لم ينس جمهوره من عشاق الأكشن والإثارة، فشارك في سلسلة “Bad Boys” وأفلام مثل “I Am Legend” و”Enemy of the State”، ليبقى دائمًا حاضرًا في مختلف الأنواع السينمائية.

لماذا نحبه؟

نحب ويل سميث لأنه ببساطة يمثل مزيجًا نادرًا من الموهبة والكاريزما. قادر على أن يُضحكنا بخفة ظل طبيعية، ويأسر قلوبنا بالدراما الصادقة، ويشد أنظارنا في مشاهد الأكشن الحماسية، نحب فيه الأب الحنون، البطل المتمرّد، الممثل الكوميدي، والمغني الذي بدأ مسيرته من موسيقى الراب ليصل إلى قمة هوليوود، ويل سميث ليس مجرد نجم عالمي، بل رمز للإصرار على التنوع والقدرة على التطور، وهذا ما يجعله واحدًا من أكثر الفنانين قربًا لقلوب الجمهور حول العالم.

اقرأ أيضاً

من بعد مزح ولعب.. قصة أغنية خلدها الزمن

تُعد أغنية “من بعد مزح ولعب” من أبرز الأغنيات التي وُلدت من قلب التراث الحجازي الأصيل، بكلمات الشاعرة ثريا قابل، وألحان وأداء الفنان الكبير فوزي محسون في ستينيات القرن الماضي.

أغنية جمعت بين دفء الكلمة وصدق اللحن، لتصبح علامة فارقة في تاريخ الأغنية السعودية والعربية.

كيف وُلدت الأغنية؟

بدأت الحكاية عندما كانت الشاعرة ثريا قابل تكتب أغنية “لالا وربي” للفنان فوزي محسون، لكنها قررت لاحقًا أن تقدمها للفنان محمد عبده بعد وساطة من الأمير عبدالله الفيصل.

ولتعويض فوزي محسون، كتبت له أغنية جديدة كانت “من بعد مزح ولعب”، لتصبح لاحقًا من أهم أعماله وأشهر أغنياته على الإطلاق.

كلمات من قلب التجربة

كانت ثريا قابل تكتب قصائدها على فترات طويلة، واستغرق منها نظم “من بعد مزح ولعب” عامًا كاملًا.
استلهمت الأبيات الأولى من ذكريات طفولتها مع زوجها، وقالت فيها:

من بعد مزح ولعب
أهو صار حبك صحيح
وأصبحت مغرم عيون
وامسيت وقلبي طريح

بين الشعر والمجتمع

في ذلك الوقت، كانت ثريا قابل من القلائل اللاتي كتبن الشعر في مجتمع لا يقبل إلا “الشعراء”،
كانت جريئة في التعبير عن قضايا المرأة وحقوقها — مثل قيادة السيارة والمشاركة الاجتماعية — ولذلك كتبت تقول:
وأنا الذي كنت أهرج
والكل حولي سكوت
صرت أتلّام وأسكت
وأحسب حساب كل صوت

لحظة أمومة مؤثرة

وعندما مرض ابنها ذات يوم، جلست إلى جانبه تضع الكمادات على رأسه، وولدت من قلب اللحظة هذه الأبيات الرقيقة:

والله يا أحلى عمري
فعيوني مالك مثيل
تساوي الروح وتغلى
وتكون عنها بديل

مؤدوها وأثرها

أدى الأغنية في البداية فوزي محسون، ثم أعاد غناءها عدد من كبار الفنانين مثل طلال مداح، عبادي الجوهر، وطلال سلامة، وتوالت بعدها النسخ بصوت ماجد المهندس وعبد المجيد عبدالله وغيرهم.

لتظل “من بعد مزح ولعب” واحدة من الأغنيات التي لا تغيب عن الذاكرة، شاهدة على جمال الكلمة السعودية وصدق الإحساس الحجازي.

أثر الأغنية في الوجدان السعودي

لم تكن “من بعد مزح ولعب” مجرد أغنية عاطفية، بل مرآة لعصرٍ بدأت فيه الأغنية السعودية تتشكّل كهوية فنية ناضجة.

مزجت بين البساطة الشعبية والعمق الإنساني، فحملت مشاعر الحب والحياء والصدق التي تميز الإنسان الحجازي.

ومع مرور الزمن، أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية للسعوديين، تُغنى في المجالس وتُردد في الاحتفالات، شاهدة على مرحلة ازدهار الكلمة واللحن في تاريخ الفن السعودي.

قصة أغنية «ما بين بعينك» لراشد الماجد

ليست كل الأغاني مجرد ألحان وكلمات، فبعضها يحمل بين طياته قصة واقعية تترك أثراً في الذاكرة والوجدان، وأغنية «ما بين بعينك» للفنان راشد الماجد واحدة من تلك الأعمال التي ولدت من حكاية حب صادقة اصطدمت بواقع صعب، ثم انتهت بجرح عميق جعل منها أغنية خالدة في قلوب المستمعين.

البداية: حب تحدّى رفض الأهل

الحكاية بدأت مع شاب وبنت جمعهما حب حقيقي، تقدم الشاب لخطبتها، لكن أهلها رفضوه بحجة أن مستواه التعليمي ضعيف وأن دخله المادي لا يؤهله لإعالة أسرة، رغم ذلك، تمسكت الفتاة بموقفها وأعلنت أنها لن تتزوج غيره مهما ضغطوا عليها.

الدعم.. والرهان على المستقبل

كانت الفتاة تنتمي لعائلة ميسورة، فقررت أن تمد حبيبها بالمال حتى يثبت نفسه ويصبح قادراً على إقناع أهلها، وبالفعل، أخذ الشاب المال، بدأ مشاريع صغيرة كبرت شيئاً فشيئاً، حتى صار رجل أعمال ناجح يملك استثمارات ويسافر من بلد لآخر.

التحوّل.. من وعد إلى خيبة

لكن مع النجاح، تغيّر قلب الشاب. لم يعد يهتم بالفتاة كما كان، وأصبح يتهرّب من وعوده، كلما سألته عن موعد تقدمه الرسمي لأهلها، كان يجد عذراً جديداً، وفي النهاية، جاء الرد القاسي الذي غيّر مجرى القصة:
“حنا ما عاد نصلح لبعض… وكل واحد في طريق.”

من القصة إلى الأغنية

هذا الجرح العاطفي تحوّل إلى عمل فني كبير بصوت راشد الماجد، أغنية «ما بين بعينك» حملت كلمات مليئة بالخذلان والندم، وكأنها صدى لصوت الفتاة التي أعطت من قلبها ومالها وضحّت من أجل من تحب، لكنها لم تجد سوى الغدر والنسيان.

بعض كلمات الأغنية

ما بين بعينك
على كثر ما جاك لا واحسافه
ليتني ما عطيتك
تخطي وأعذرك وأتحمل خطاياك

هذه الكلمات تجسد الألم والحسرة، وتلخّص رحلة عاطفية مليئة بالتضحيات التي انتهت بلا مقابل.

هكذا خرجت «ما بين بعينك» من رحم قصة واقعية لتصبح أكثر من مجرد أغنية؛ إنها حكاية عن الحب، الطموح، والخيانة، رواها راشد الماجد بصوته لتبقى عالقة في وجدان الجمهور.

«عطني المحبة».. الأغنية التي صنعت المنعطف الكبير لطلال مداح

من جلسة خاصة في حي الكندرة بجدة، إلى مسرح التلفزيون… «عطني المحبة» لم تكن مجرد أغنية، بل بداية مرحلة جديدة في مسيرة طلال مداح وصوت جيل كامل.

«عطني المحبة.. كل المحبة واعطيك حياتي» لم تكن مجرد جملة غنائية شجية، بل كانت لحظة فارقة في مسيرة صوت الأرض طلال مداح، فهي أول تعاون له مع الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وأحد أهم الأعمال التي رسّخت حضوره الجماهيري عبر شاشة التلفزيون في مطلع السبعينيات.

القصة بدأت في حي الكندرة بجدة، حيث كان الفنانون الكبار جيرانًا: فوزي محسون، سراج عمر، ابتسام لطفي، وغيرهم، هناك، كان بيت فوزي محسون بمثابة ملتقى يومي يجتمع فيه طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، وغيرهم من رموز البدايات الذهبية للأغنية السعودية.

يروي الموسيقار سامي إحسان أنه دخل يومًا على طلال فوجده في عزلة إبداعية داخل غرفة والدته يدندن بفكرة جديدة، رحب به طلال وطلب منه أن يمسك الإيقاع، وهناك ولدت نواة لحن «عطني المحبة»، وخوفًا من أن تُسرق الفكرة أو تُفرض عليه مشاركتها قبل أن تكتمل، أخفى طلال الأمر عن البقية، ليظهر لاحقًا على مسرح التلفزيون كواحدة من أهم محطاته الفنية.

ما يميز الأغنية ليس فقط كلماتها العاطفية العميقة، بل أيضًا الروح الفنية المشتركة التي جمعت أبناء ذلك الجيل، حيث تتقاطع ألحان طلال وسراج عمر وفوزي محسون في أنغام متقاربة تعكس مدرسة موسيقية متكاملة.

وبين جملة بدر بن عبدالمحسن «وأغلى الأماني.. عاشت في غربة» وصوت طلال وهو يغني: «عطني المحبة.. كل المحبة.. وأعطيك حياتي»، وُلد عمل صار أيقونة زمنية تختصر شغف السبعينيات، وتؤرخ للحظة التقاء الشاعر والملحن والمطرب في أغنية واحدة صنعت منعطفًا لا يُنسى.

بحث في الصوالين

ابدأ بكتابة كلمة للبحث…