البدايات الأولى للأغنية السعودية: من الفونوغراف إلى الإذاعة
تسجيلات نادرة من مكة (1906–1909)
أول تسجيلات صوتية في الحجاز ما كانت أغاني، بل أصوات الأذان، التلبيات، وتلاوات قرآنية، سجّلها الهولندي سنوك هوروخرونيه عبر الفونوغراف في مكة وجدة، مع أصوات مقرئين وزوار من إندونيسيا وزنجبار واليمن.
من الابتهالات إلى الغناء الشعبي
على الأسطوانات نفسها وُثّقت أصوات الغناء الحجازي: المجرور، الحدري، المجسّات، الصهباء المكيّة، الأهازيج النسائية وحتى أناشيد في حفلات الزواج وسكة حديد الحجاز عام 1907.
الشريف هاشم العبدلي وتسجيلاته
خلال العهد الهاشمي، سجّل الشريف هاشم العبدلي (ت.1926) أعمالًا من بينها مجسّ من شعر الملك عبدالله الأول. لاحقًا، في الخمسينيات ظهرت مغنية باسم مستعار “كوكب الحجاز” (ليلى حسين).
رواد الغناء الحجازي الأوائل
أبرز من حمل هذا التراث جيل رواة مثل: سعيد أبو خشبة، حسن جاوة، عبدالرحمن الأبلاتين، حسن لبني، ثم تلامذتهم مثل محمود حلواني ومحمد علي سندي، بعضهم ارتحل إلى إسطنبول أو مصر لدراسة الموسيقى وتسجيل الأعمال.
من مصر والبحرين إلى الأسطوانات السعودية
من منتصف الخمسينات بدأ فنانو الأحساء والرياض يسافرون إلى البحرين والكويت للتسجيل. ومع نهاية الخمسينات ظهرت شركات أسطوانات سعودية: الأسود فون، نجدي فون، التلفون، وسجّل عندها أسماء لامعة مثل: شادي القصيم، شادي الرياض، فتى حائل، فهد بن سعيد، عبدالرحمن الهبة، عبدالعزيز شحاته وغيرهم.
إذاعات أهلية قبل الرسمية
قبل إذاعة الرياض (1964)، كان السعوديون يستمعون لإذاعات أهلية مثل إذاعة طامي في الرياض (عبدالله الطامي)، وإذاعة الدمام (عبدالله الشعلان)، هذه المحطات بثّت الأغاني الشعبية الجديدة رغم منعها من الإذاعات الرسمية.
من الفونوغراف إلى سبوتيفاي
قد يبدو غريبًا أن بداية الأغنية السعودية كانت على أسطوانات شمع تُدار يدويًا في مكة قبل أكثر من 100 سنة، أصوات المجرور والمجسّات اللي كانت تُسجَّل في الأفراح أو على سكة الحجاز، هي نفسها البذرة اللي صارت اليوم “بلاي ليست” تسمعها بضغطة زر.
اللي كان يومًا تسجيل سري عبر الفونوغراف صار اليوم متاحًا على كل المنصات الرقمية، الرسالة البسيطة؟ الفن دايمًا يلاقي طريقه، مهما تغيّرت التقنية أو الزمن