على مدار أكثر من أربعة عقود، احتل ويل سميث مكانة خاصة في قلوب الجماهير، ليصبح واحدًا من أشهر نجوم السينما في العالم، بدأ سميث مسيرته في التسعينيات كـ “ذا فريش برنس” من خلال المسلسل الكوميدي الشهير “The Fresh Prince of Bel-Air”، وبعدها انطلق ليتحول من نجم راب وتلفزيون إلى أيقونة أفلام هوليوود.
الانطلاقة نحو السينما
عام 1995، جاء فيلم “Bad Boys” ليشكل نقطة تحول مهمة في مسيرته، إذ نجح سميث إلى جانب مارتن لورانس في تقديم مزيج من الأكشن والكوميديا، مما جعله واحدًا من أبرز وجوه أفلام الحركة، ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، بل رسّخ سميث مكانته عالميًا بفيلمين ضخمين هما “Independence Day” عام 1996 و”Men in Black” عام 1997، واللذان فتحا له أبواب العالمية، حيث أصبح اسمه مرتبطًا مباشرة بـ “شباك التذاكر الذهبي”.
أدوار درامية تثبت الموهبة
رغم أنه عُرف بدايةً بأدوار الأكشن والكوميديا، فإن سميث لم يكتفِ بالسطحيات، بل أراد دائمًا إثبات نفسه كممثل درامي قادر على تقديم أدوار عميقة. في فيلم “Six Degrees of Separation” (1994) كسر التوقعات حين قدّم شخصية مركبة جعلت النقاد يرونه بعين مختلفة، ثم عاد ليخطف الأنظار بقوة في فيلم “Ali” (2001) حيث تقمص شخصية أسطورة الملاكمة محمد علي بشكل لافت، ليحصد ترشيحًا أول لجائزة الأوسكار.
قمة المشاعر الإنسانية
من أبرز أدواره التي لامست القلوب كان فيلم “The Pursuit of Happyness” (2006)، حيث جسّد شخصية الأب المكافح كريس غاردنر في واحدة من أكثر قصص الإلهام على الشاشة، الأداء الصادق والعلاقة الحقيقية مع ابنه جادن على الشاشة جعلا الفيلم من العلامات الفارقة في مسيرته، ومنحاه ترشيحات مهمة في الأوسكار والجوائز العالمية، وفي “Concussion” (2015) أظهر جانبًا آخر من قدراته بتجسيد شخصية الطبيب “بِنِت أومالو” بلكنة نيجيرية، ليُثبت من جديد أنه قادر على التنقل بين الأدوار ببراعة.
عودة قوية وجوائز مستحقة
بعد سنوات من النجاحات المتنوعة، جاء فيلم “King Richard” عام 2021 ليمنح ويل سميث التتويج الذي انتظره طويلًا، فقدّم شخصية ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس فينوس وسيرينا ويليامز، بواقعية وإنسانية جعلت النقاد والجمهور يجمعون على تميزه، هذا الدور أخيرًا منحه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وهي لحظة كانت بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من الاجتهاد والاختيارات الجريئة.
بين الأكشن والكوميديا والموسيقى
ولم يبتعد سميث عن شغفه بالكوميديا والموسيقى، إذ أثبت في “Hitch” (2005) أنه قادر على خطف الجمهور من خلال الرومانسية الخفيفة، وفي “Aladdin” (2019) أعاد شخصية الجني الشهيرة إلى الحياة بأسلوبه الخاص، مضيفًا لمسة من الغناء والمرح، كما لم ينس جمهوره من عشاق الأكشن والإثارة، فشارك في سلسلة “Bad Boys” وأفلام مثل “I Am Legend” و”Enemy of the State”، ليبقى دائمًا حاضرًا في مختلف الأنواع السينمائية.
لماذا نحبه؟
نحب ويل سميث لأنه ببساطة يمثل مزيجًا نادرًا من الموهبة والكاريزما. قادر على أن يُضحكنا بخفة ظل طبيعية، ويأسر قلوبنا بالدراما الصادقة، ويشد أنظارنا في مشاهد الأكشن الحماسية، نحب فيه الأب الحنون، البطل المتمرّد، الممثل الكوميدي، والمغني الذي بدأ مسيرته من موسيقى الراب ليصل إلى قمة هوليوود، ويل سميث ليس مجرد نجم عالمي، بل رمز للإصرار على التنوع والقدرة على التطور، وهذا ما يجعله واحدًا من أكثر الفنانين قربًا لقلوب الجمهور حول العالم.