وراء أغنية «المعازيم»، إحدى أجمل أغاني محمد عبده وأكثرها تداولًا، تختبئ حكاية حب مؤثرة، القصة بدأت في الكويت، حين وقع شاب من عائلة بسيطة وفقيرة في حب فتاة من أسرة ثرية وذات مكانة اجتماعية عالية، ورغم أن الفتاة بادلت مشاعره بالعاطفة نفسها، فإن والدها رفض هذا الحب رفضًا قاطعًا، وسارع إلى إبعادها عن الشاب، فأرسلها إلى الخارج بحجة الدراسة، ليقطع أي فرصة لاستمرار العلاقة.
ظل الشاب متمسكًا بالأمل، يبحث عنها دون جدوى، حتى أنهكته السنوات وضغوط عائلته، فاستسلم في النهاية وقرر الزواج من أخرى، وفي يوم الزفاف، حدثت المفاجأة التي لم تخطر له على بال: ظهرت حبيبته وسط المدعوين، بين المعازيم، لحظة صادمة اختلطت فيها الدهشة بالحزن والخذلان، وكأن القدر تعمد أن يعيدها إليه متأخرة، في أكثر اللحظات حساسية.
هذه القصة المؤلمة ألهمت الشاعر فائق عبد الجليل، الذي كتب نصًا بليغًا ينقل مشاعر الحنين والصدمة والخذلان، وضع الملحن عدنان خوجة لمساته لتكتمل اللوحة، وأدى محمد عبده الأغنية بصوته العذب ليمنحها خلودًا فنيًا نادرًا، ومع مرور السنوات، ظلت المعازيم حاضرة في وجدان الجمهور، تلامس قلوب العاشقين وتعيد فتح جراح من عرفوا معنى اللقاء المستحيل.