من بين الأغاني التي لامست مشاعر الناس بصِدقها ودفئها، تبرز أغنية “سلِّم علي بعينك” التي غنّاها الفنان الكبير محمد عبده، وكتب كلماتها الشاعر سعود سالم.
أغنية ليست كغيرها، لأنها وُلدت من لحظة إنسانية مؤثرة جمعت بين ابنٍ ووالدته، وبين الزعل والحنين.
بداية القصة: زعل الأم
يحكي الشاعر سعود سالم أن والدته — رحمها الله — كانت غاضبة منه في أحد الأيام، حاول أن يزورها ليصلح ما بينهما، لكنه فوجئ بأنها لم تسلّم عليه عند دخوله، رغم أنه مدّ يده للسلام.
كانت تلك اللحظة مؤلمة بالنسبة له، لكنها أيقظت داخله إحساسًا قويًا بالندم والرغبة في مصالحتها.
الاعتذار بطريقته الخاصة
بعد الموقف، قرر سعود سالم أن يعتذر بطريقته الأقرب إلى قلبه — بالكلمة.
كتب قصيدة تمزج بين الحنين، والرجاء، والاعتذار، وجعل منها رسالة صادقة إلى والدته، علّها تصل إليها من خلال الأغنية، عندما تعجز الكلمات العادية عن التعبير.
كلمات نابعة من القلب
جاءت كلمات الأغنية بسيطة لكنها عميقة الإحساس، تعبّر عن علاقة الأم والإبن ودفء العلاقة بينهما:
سلِّم علي بعينك إن كان بخلت إيدينا
كل اللي بيني وبينك زعلة تمر وسلام
فيها طلب صغير من أمٍ غاضبة، ورجاء ابنٍ يتمنى أن تصالحه بنظرة واحدة فقط.
وفيها أيضًا حنين كبير حين يقول:
تدري إني أحبك ولا أرضى إلا برضاك
يوم ترضى يا كل عمري، والله ما أقدر على ذا الخصام
من القصيدة إلى الأغنية
بعد أن كتب سعود سالم القصيدة، لحنها الموسيقار الراحل محمد شفيق، أحد أبرز الملحنين في الساحة الخليجية.
ثم قدّمها الفنان الكبير محمد عبده بصوته العذب وإحساسه العالي، لتصبح الأغنية واحدة من أجمل الأغاني العاطفية ذات البعد الإنساني في مسيرته.
النجاح والتأثير
لاقَت “سلِّم علي بعينك” نجاحًا واسعًا منذ صدورها، لأنها لامست قلوب المستمعين بصدقها وعفويتها، لم تكن مجرد أغنية حب، بل أغنية أمومة وحنان، صادرة من قلب ابن يعتذر لأمه بطريقته الخاصة.
ما وراء اللحن
الأغنية ليست فقط حكاية لحظة غضب واعتذار، بل رسالة دافئة عن برّ الأم والتقدير الكبير لمكانتها.
من خلالها، قدّم سعود سالم درسًا إنسانيًا بليغًا:
تصلب