تواجه هوليوود واحدة من أدق مراحلها خلال السنوات الأخيرة، إذ يشير تقرير لشبكة NBC News الأميركية إلى أن صناعة السينما في الولايات المتحدة تعاني من تراجع حاد في التمويل التقليدي، الأمر الذي دفع كبريات الاستوديوهات إلى البحث عن شريك قادر على إعادة التوازن المالي، وفي هذا السياق، تظهر السعودية كقوة استثمارية صاعدة قد تلعب دورًا محوريًا في إنقاذ القطاع من الانكماش الذي يهدد مستقبله.
أزمة متصاعدة منذ 2020 تهدد استقرار الصناعة
وتوضح الشبكة الأميركية أن جذور الأزمة تعود إلى انتشار جائحة كوفيد-19 في عام 2020، والتي تسببت في توقف الإنتاج وتراجع الإيرادات. وزادت الأوضاع تعقيدًا خلال عام 2023 بعد الإضراب الذي نفّذه الممثلون وكُتّاب السيناريو، بالتزامن مع تحوّل الجمهور نحو المحتوى القصير على المنصات الاجتماعية، ما أدى إلى اتساع الفجوة المالية وتعثر قدرة الاستوديوهات على إطلاق مشروعات جديدة.
رؤية سعودية تعيد تشكيل خريطة الترفيه عالميًا
وفي مقابل هذا التراجع، تقود السعودية تحولًا واسعًا في قطاعات الترفيه، والألعاب الإلكترونية، والسينما، والسياحة، ضمن رؤية استراتيجية يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وتهدف هذه الرؤية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز القطاعات غير النفطية، إلى جانب جذب الخبرات العالمية وبناء بنية تحتية متطورة يمكنها دعم صناعة سينمـائية قادرة على المنافسة الدولية.
المحامي المتخصص في شؤون الترفيه شويلار مور أوضح أن التوجه السعودي لا يقتصر على ضخ الأموال فحسب، بل يمتد إلى تأسيس صناعة محلية قوية عبر الاستفادة من خبرات العاملين في هوليوود ونقل المعرفة الفنية والإنتاجية إلى الداخل، ما يعزز فرص بناء منظومة سينمائية مستدامة.
مهرجان البحر الأحمر بوابة لتقارب سعودي–هوليوودي
ويبدو هذا التوجه واضحًا في الحضور الهوليوودي الواسع خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، حيث توافد عدد من أبرز نجوم السينما وصنّاع المحتوى من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في فعالياته المستمرة حتى 13 ديسمبر الجاري، ويُنظر إلى هذا الحضور الكبير بوصفه مؤشرًا على اهتمام حقيقي من جانب هوليوود بدراسة الفرص الاستثمارية في السوق السعودي، الذي يشهد توسعًا سريعًا في حجم الطلب والبنية الترفيهية.
شراكة مرشحة لتغيير مسار الصناعة
ومع استمرار أزمة التمويل في هوليوود، تزداد التوقعات بأن تلعب السعودية دورًا حاسمًا في إعادة إنعاش الصناعة السينمائية العالمية، في الوقت الذي تمضي فيه المملكة بثبات نحو بناء قاعدة سينمائية محلية تطمح لأن تكون ضمن الأكثر تأثيرًا خلال العقد المقبل.