عينت في البلوت تخطيط وسكك
سولفتها عند الأكابر وضحكم
ما تغلب العشرات كود من الاكك
وما تغلب الباشات كود من الحكم
ولجل المحبة مايجي فيها فكك
الأجواد لا قالوا حكم قلنا لكم
بهذه الأبيات وصف الشاعر سعد بن جدلان الأكلبي لعبة البلوت، مستحضرًا قوانينها وفلسفتها التي تقوم على التخطيط والدقة والاتفاق بين الشريكين، فالبلوت ليست مجرد أوراق، بل هي أسلوب في التفكير والتقدير وفهم الشخصيات.
البلوت في المجتمع السعودي
تُعد البلوت أحد أشهر الألعاب الورقية التي تجمع الصغير بالكبير، والطالب بالمعلم، وذوي الدخل المحدود برجال الأعمال، ولا تحتاج اللعبة إلا لأربعة لاعبين يعرفون قوانينها، لتبدأ منافسة مليئة بالترقب والذكاء.
ورغم كثرة وسائل الترفيه المعاصرة، ما زالت البلوت حاضرة بقوة في الاستراحات والمجالس والمقاهي، خصوصًا في المناسبات الاجتماعية والجلسات الشبابية.
بدايات ظهور البلوت في السعودية
يشير الأكاديمي فؤاد عنقاوي في كتابه “علم البلوت” إلى أن اللعبة دخلت السعودية قبل أكثر من مئة عام، وانتشرت بسرعة بين مختلف طبقات المجتمع، ورغم الجدل حول أصلها، إلا أن أغلب المصادر تربطها بالهند، بينما يرى آخرون أنها لعبة فرنسية بناءً على كتاب «LA BELOTTE» الصادر عام 1971.
أصل الاسم
تعددت الروايات حول تسمية اللعبة. بعض المصادر تشير إلى أنها سميت نسبة لرجل فرنسي يدعى “بيلوت” وضع قوانينها، بينما تذهب روايات أخرى إلى أن الاسم مشتق من كلمة Plot الإنجليزية التي تعني التخطيط والدهاء، وهما عنصران جوهريان للفوز في اللعبة.
سر استمرار شعبيتها
تستمد البلوت قوتها من جانبين رئيسيين:
الأول أنها لعبة تعتمد على الذكاء والقراءة الدقيقة لحركات الخصم والشريك، وليست لعبة حظ.
والثاني أنها لعبة اجتماعية، تصنع لحظات من الندية والمنافسة والضحك، ما يجعلها جزءًا من نسيج العلاقات بين الأصدقاء والأقارب.
رغم التطور الهائل في عالم الترفيه، تبقى البلوت واحدة من الألعاب الأكثر حضورًا في الذاكرة والمجالس السعودية. فهي لعبة مهارة قبل أن تكون ورقًا، وعلاقة قبل أن تكون طاولة، وتراث حي يتوارثه جيل بعد جيل.