من هي أروى العماري؟
أروى العماري تعد واحدة من أبرز المصممات السعوديات اللواتي قدمن صورة جديدة للموضة المحلية في السنوات الأخيرة. فهي لا تنظر إلى تصميم الأزياء كعمل تجاري فقط، بل كلغة ثقافية قادرة على التعبير عن هوية المجتمع السعودي وقصصه وتاريخه من خلال القطعة التي تُرتدى.
نشأت أروى في بيئة مهتمة بالفنون، ورغم بعد عائلتها عن المجال، كان شغفها واضحًا منذ الطفولة في الرسم وصناعة الأزياء الصغيرة. أكملت دراستها الجامعية في إدارة الأعمال، ثم اتجهت إلى تخصص تصميم الأزياء في معهد إسمود الفرنسي، مما منحها منظورًا يجمع بين الفن والاحتراف والإدارة.
تصميم مستلهم من التراث السعودي
من أبرز سمات أعمال أروى العماري اعتمادها على رموز البيئة والثقافة السعودية. استلهمت من العمارة الطينية تفاصيل هندسية ظهرت كأقمشة مطبوعة وفتحات زخرفية، كما استلهمت من البشت التقليدي تصميم ما يعرف باسم “التاكسيدو السعودي”، وهو معطف معاصر يجمع بين حضور العباءة الرجالية وروح العروض العالمية.
كما قدمت مجموعات مستوحاة من الحياة الفطرية الصحراوية، مثل “المها العربي” و”النمر العربي”، مع دمج ألوان الرمال وأنماط الصخور في قصات وطبقات القماش، ما يمنح كل قطعة طابعًا فنيًا وثقافيًا متفردًا.
العلامة التجارية “ArAm”
أسست أروى علامتها الخاصة “ArAm” عام 2014، بهدف تقديم أزياء تحمل قصة سعودية مع صياغة عالمية تناسب الأسواق الدولية. شاركت العلامة في عروض عالمية وعواصم موضة، وظهرت قطعها في مهرجانات مرموقة مثل مهرجان كان السينمائي، لتثبت أن الموضة السعودية قادرة على المنافسة على الساحة الدولية.
حضور محلي وعالمي
تم اختيار أروى العماري كسفيرة في مجلس الأزياء العربي، وأسهمت في تأسيس هيئة “أزياؤنا” لدعم قطاع الموضة في السعودية. كما حصلت على عدة جوائز، منها جائزة وزارة الثقافة للأزياء وجائزة إيمي غالا، وصنفتها مجلة فوربس ضمن أهم العلامات النسائية في المنطقة.
أروى العماري والهوية السعودية
تميز تجربة أروى العماري بأنها ليست مجرد نقل للتراث حرفيًا، بل إعادة صياغته ضمن سياق بصري معاصر يمكن أن ينافس عالميًا. فهي تستخدم الموضة كأداة ثقافية، حيث تصبح القطعة التي تُرتدى رسالة وانتماء، وليس مجرد مظهر خارجي.
أروى العماري تمثل الجيل الجديد من المصممات السعوديات اللاتي يجمعن بين العمق الثقافي والرؤية العالمية، مقدمة صورة حديثة للهوية السعودية، ومساهمة في بناء مشهد أزياء محلي قادر على الابتكار والمنافسة عالميًا مع الحفاظ على جذوره الأصيلة.